الأعمال اليدوية فرص فتيات في غزة للتغلب على البطالة
في ظل قلة فرص العمل في قطاع غزة، تلجأ العديد من الفتيات وخاصة خريجات الجامعات إلى الحرف اليدوية، ومنها مشاريع صديقة للبيئة.
رفيف اسليم
غزة ـ حولت فرح العجل هوياتها في الأعمال اليدوية من صنع إكسسوارات من خلال إعادة تدوير النفايات الصلبة، إلى مشروع يؤمن لها مدخولاً مادي.
تحرك فرح العجل السلك باستعمال أدوات متعددة لتنتج بعد 10 دقائق من الثني والقص والتثبيت خارطة فلسطين مزينة ببعض الحجارة القديمة التي منحت القطعة رونقاً مميزاً، لتضمها إلى المجموعة التي تحتوي على عشرات القطع المنتجة ضمن مشروعها الخاص "قطع الفرح"، الذي يهدف للحفاظ على البيئة وإعادة استخدام الأسلاك المعدنية المنوي التخلص منها.
تقول فرح العجل لوكالتنا أن الفكرة بدأت بتلف أقراطها عندما كانت ابنة التسعة عشر عام فأصبحت في صراع مع ذاتها بين التخلص منها أو إبقائها، لتجد وهي تتجول في المنزل أسلاك البطارية التالفة، التي استخدمتها في تصليح الأقراط، منتجة ثلاثة قطع من الحلي عبر إعادة تدوير النفايات الصلبة.
تصف فرح العجل سعادتها الغامرة عند انتاجها ولأول مرة تلك القطع مستخدمة حسها الفني الذي ورثته عن والداتها والتي كانت تعمل على إعادة تدوير كل ما تجده أمامها في المنزل من كرتون أو بلاستيك أو زجاج، لتكمل هي ما بدأته أمها وتعمل على إعادة تدوير المعادن الصلبة بهدف تطويعه متغلبة على الجروح التي قد يسببها، من خلال اتباعها الحذر بشكل مستمر.
تضفي فرح العجل الفرحة على كل ما تجده أمامها من أدوات، فترسم على حائط الغرفة، وكراسة الملاحظات، وتلون طاولة يجب التخلص منها، ومحفظة باتت قديمة، لتطبع هويتها الخاصة على كل ما تقتنيه، لافتةً إلى أن تلك الموهبة ساعدتها كثيراً عندما قررت أن تحول هوايتها لمشروع خاص تستطيع من خلاله تحقيق حلمها في الدراسة بالجامعة، بعد أن تعثرت عائلتها ولم تتمكن من تسجيلها بالتخصص الذي ترغبه.
لتبدأ في عام 2020، مشروعها بشكل جدي متخذة من صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي انستغرام مركز للانطلاق، مستقبلة طلبات الشراء من المتابعين الذين أحبوا فنها وأعجبتهم فكرة استعمال خامات صديقة للبيئة، لتزرع ثقافة لدى النشء مفادها كل ما يجدونه أمامهم من الممكن أن يصبح قطع فنية مميزة بهدف التقليل من النفايات الصلبة.
وتدخل القطعة خلال إعدادها في عدة مراحل بحسب فرح العجل، فتبدأ أولاً بالتصميم على الورق ومن ثم تنظيف السلك وتشكيله لتختتم بإضافة الخرز والأحجار المختلفة كي تصبح جاهزة للبيع، مشيرةً إلى أنها بعد فترة لم تعد تكتفي بالتدوير بل أصبحت بحاجة لشراء المواد الخام اللازمة لتنفيذ ما يطلب منها لتصطدم باختفائها من السوق المحلي ببعض الأحيان مما دفعها لشراء كميات كبيرة محاولة تخزينه بالطرق الصحيحة بعيداً عن الرطوبة التي قد تتلفها بشكل كامل.
تعمل اليوم فرح العجل على تسويق مشروعها من خلال إيجاد نقاط بيع مختلفة في عدد من المحال التجارية المختلفة، كما أنها بصدد البحث عن نقاط أخرى كي تكون دائماً بالقرب من الجمهور، لافتةً إلى أن المنتج عبر الانترنت قد لا يقنع المستهلك في بعض الأحيان لكن عندما تداعب تلك القطع العين تسوق لنفسها بالتالي تقنع المشتري بشرائها من تلقاء نفسها.
وأوضحت أنها منذ بداية مشروعها سعت لأن تضع دراسة جدوى للمشروع وقد اعتمدت عليها خلال الثلاث سنوات الماضية لمعرفة الصادر والوارد سواء من المواد الخام أو المال، بالتالي أصبحت خططها المدروسة تسهل عليها آلية التقديم للمنح أو التمويل الذي يساعدها على تطوير مشروعها.
وأشارت إلى أن لمؤسسة أيام المسرح دور كبير في دعم مبادراتها وتطويرها من خلال منحها الفرصة كي تقدم دورات تدريبية تساعد النشء على إعادة تدوير المواد الخام عبر الاستعانة بالفن وتوفير مكان مناسب ومواد خام أخرى صالحة للعمل لإنتاج مخرجات صديقة للبيئة.
وفي ظل ارتفاع نسبة خريجات الجامعات وعدم وجود وظائف بات من الضروري تعليم الشابات والمراهقين حرفة يحصلون من خلالها على اكتفائهم الذاتي بمساعدة ودعم المؤسسات كما حدث في تجربتها السابقة، حتى بعد انتهاء التدريبات ما زالوا يتابعون معها لتمدهم هي بسيل من النصائح مسوقة لأعمالهم عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيعهم.