"أكون" مشروع لتأهيل الكفيفات في ليبيا

مشروع "أكون" لتأهيل النساء الكفيفات في ليبيا انبثق عن منظمة أكون لذوي الإعاقة البصرية التي تهدف للدفاع عن حقوق المكفوفين وتنمي قدراتهم، وتعمل على دمجهم في المجتمع.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ لا يحظى ذوي الإعاقة البصرية في ليبيا باهتمام كبير، وخاصةً النساء فلا توجد مراكز لتأهيلهن والدفع بهن لخوض غمار الحياة الطبيعية ودمجهن في المجتمع، بالإضافة إلى الحرص المبالغ به من قبل الأسرة مما انعكس سلباً على حياة الكثير منهن.  

من هذا المنطلق أطلقت منظمة أكون لذوي الإعاقة البصرية، مشروعها الخاص بالمرأة الكفيفة الذي حدثتنا عنه المدير التنفيذي للمنظمة أماني الشاعري والتي قالت إن فكرته جاءت بعد التحاقها بدورة أقامتها منظمة آكتد الفرنسية لإدارة المشاريع "بعد إتمام الدورة طلب منا المدربين تقديم فكرة لمشاريع سيتم العمل عليها لاحقاً، وبالتالي قامت منظمتنا بتقديم مشروع لتأهيل الكفيفات وتم تسميته بمشروع أكون". 

 

من بين 80 منظمة تم اختيار المشروع

وبينت أماني الشاعري أنها قدمت مقترح متكامل حول المشروع من حيث الفكرة والهدف منه وغيرها من النقاط الأساسية التي يتضمنها أي مقترح "تم اختيار مشروعي من بين العديد من المشاريع التي قدمتها نحو 80 منظمة".

وعن السبب الذي دفعها لاختيار مشروع يساعد النساء الكفيفات بينت أنه "في ليبيا لا يوجد أي مشاريع تهتم بذوي الإعاقة وخصوصاً ذوي الإعاقة البصرية والنساء بشكل خاص"، موضحةً أن "منظمة أكون مختصة بذوي الإعاقة البصرية لذلك حاولنا تخصيص شيء للنساء الكفيفات اللواتي تواجهن تحديات أكبر".

 

"هناك تخوف من أن يتزوج أحدهم بالمرأة الكفيفة"

ولاحظت أماني الشاعري أن ذوات الإعاقة البصرية في ليبيا يتعرضن للنبذ خاصةً في مسألة الزواج "في ليبيا هناك تخوف كبير من أن يتزوج أحدهم بامرأة كفيفة بحجة أنها لا تستطيع الاهتمام بالعائلة والأطفال، لكن في سوريا مثلاً هناك تقبل ولو بنسبة قليلة لزواج مبصر من كفيفة".

وعن سبب إصرارها على تبني هذا المشروع وعملها لأكثر من سبعة أشهر حتى تتم الموافقة عليه بينت أنه "من الأهمية تأهيل الكفيفة منذ طفولتها حول كيفية الاعتماد على نفسها، لتكون متساوية مع أختها المبصرة، من حيث التحرك والعمل في المنزل بحرية، وكذلك تأهيلها لتصبح امرأة منتجة قادرة على العمل وإعالة نفسها، وكسر حاجز الخوف لديها من المسؤولية ودفعها لعيش حياة طبيعية، وخلق البيئة التي تجعلها تعيش وكأنها مبصرة".

 

المشروع يشمل تأهيل الأسر  

ولفتت أماني الشاعري إلى أن المشروع سوف يشمل أسر الكفيفات "بعض الأسر تتعامل مع ابنها ذوي الإعاقة بخوف وحذر كبيرين وهم يظنون بهذا التصرف أنهم يفيدونه، ولا يعلمون أن هذه المعاملة مضرة، لذلك نحن نوجه الأهل ليتعاملوا مع أبنائهم من ذوي الإعاقة كمعاملتهم لأبنائهم الأسوياء، وبالتأكيد لابد من تهيئة البيئة التي تساعد الكفيف ليعيش في بيئة طبيعية دون الاعتماد على أحد".

وأكدت أن تربية الطفل الكفيف على الاعتماد على الغير سببت له عند البلوغ هاجس عدم المقدرة على التعامل بطبيعية أو حرية أكثر "لا يمكن إلغاء الخوف لكن شدة خوف الأهل على أطفالهم الكفيفين انعكست سلباً عليهم، لذلك لا بد أن تكون ضمن حدود المعقول".

 

برنامج المشروع

حول برنامج المشروع وما سيتم تعليمه للمكفوفات قالت "يستمر التدريب أربعة أشهر وسيتضمن عدة مراحل حيث يمتد الجانب التأهيلي أسبوعين، وهناك أسبوعين لتعلم الطهي، وأسبوعين آخرين لتربية الأطفال، ومثلهما للتدبير المنزلي، كما سيتم تعليمهن الحياكة، إضافة إلى دورة الأسرة، وأخيراً سوف يكون هناك تدريب لتعلم اللغة الإنجليزية يشمل المستويين الأول والثاني".

وعن كيفية تعليم المكفوفات وفق هذا البرنامج قالت إنه تم التواصل مع مختصين "تواصلت أخصائيين حيث قاموا بدورات تدريبية لهذه الفئة من ذوي الإعاقة، ويستطيعون التعامل مهم وتدريبهم بشكل جيد وهم الآن جاهزون وبانتظار الإعلان وانطلاق الدورات".