واقع وطموح المرأة في بناء السلام مضمون ندوة في اليمن

سلطت ندوة نقاشية في اليمن الضوء على دور المرأة في صنع السلام خلال الحرب، ودور منظمات المجتمع المدني في بناء السلام.

رانيا عبد الله

اليمن ـ دعت ناشطات يمنيات مشاركات في ندوة، إلى ضرورة وضع حلول جذرية بين أطراف الصراع في البلاد، وتعزيز دور المرأة في بناء السلام والضغط الحقيقي لدعم مشاركتها في المفاوضات.

بالتزامن مع اليوم العالمي للسلام عقدت رابطة أمهات المختطفين، أمس السبت 24 أيلول/سبتمبر، ندوة نقاشية بعنوان "المرأة بانية السلام، واقع وطموح"، ضمن حملة هي تبني السلام بالشراكة مع الشبكة العالمية لعمل المجتمع المدني "آيكان"، في مدينة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن.

وقالت المحامية رغدة المقطري مقدمة ورقة العمل بعنوان "دور منظمات المجتمع المدني في بناء السلام"، أن "هذه الندوة تضمنت ثلاث محاور رئيسية ذكر فيها دور المرأة في بناء السلام، والدور الذي يلعبه الرجل في دعم المرأة للقيام بعملية السلام"، مشيرةً إلى أن "لمثل هذه الندوات أهمية كبيرة في إبراز دور النساء في السلام".

وأضافت "قدمت ورقة تمثلت في دور منظمات المجتمع المدني في بناء السلام، جاء فيها كيف عملت منظمات المجتمع المدني أثناء فترة النزاع، وقد غطت الكثير أثناء غياب مؤسسات الدولة بشكل كبير ولعبت دور كبير في غياب السلطة المحلية بمدينة تعز، كما ذكرنا دورها في مفاوضات السلام التي نقوم بها".

وأكدت على أنه من "الواجب علينا أخذ التوصيات من المشاركين لرفعها لمنظمات المجتمع المدني التي ستعمل بالشراكة مع المتواجدين في مفاوضات السلام لنشر ثقافة السلام وتعزيزه، كما تطرقت الورقة لدور المنظمات بدعم النازحين بالقيام بعملية الرصد والتوثيق للضحايا خلال فترة الحرب والدور الإغاثي التي تلعبه المنظمات".

من جانبها قالت الناشطة المجتمعية داليا محمد مقدمة ورقة "دور المرأة في صنع السلام خلال فترة الحرب"، أن الورقة سلطت الضوء على النساء المتضررات من الحرب، ودورهن في إغاثة المدنيين وتقديم الدعم النفسي "لقد ساهمت رغم المخاطر والمعوقات في خلق نوع من الاستقرار والسلام المجتمعي خلال فترة الحرب".

وفي تصريح لوكالتنا قالت ضابطة مشاريع الحماية الاجتماعية أمل الشميري "بالنسبة لندوة دور النساء في بناء السلام يعتبر مشروع عملت عليه منظمات المجتمع المدني عبر آلية من الأمم المتحدة وهذا النشاط من ضمن الأنشطة التي تعمل عليها منظمات المجتمع المدني، وقامت رابطة أمهات المختطفين بتبني هذا النشاط بهدف توعية النساء في مسار قادم ومشاركة حقيقية للنساء اللاتي عانين خلال فترة الحرب خصوصاً في مدينة تعز كونها مدينة عانت لفترة طويلة من تبعات الحرب وكانت من أكثر المحافظات التي قدمت ضحايا".

من جهتها قالت رئيسة جمعية كفاية الاجتماعية مسك المقرمي "تزامناً مع اليوم العالمي للسلام أبرزت أمهات المختطفين دور النساء في عملية السلام بمدينة تعز واليمن بشكل عام"، مشيرةً إلى أن "سعت النساء منذ اندلاع الحرب إلى احلال السلام، إضافة لدور المجتمع المدني في إحلال السلم الاجتماعي وتوفير الغذاء والماء والدواء والصحة، كما برزت خلال فترة الحرب أدوراً عديدة للنساء في عملية التنمية وإيجاد السلام المستدام في مدينة تعز".

وأوضحت مديرة رابطة أمهات المختطفين بمدينة تعز أسماء الراعي، دور المرأة الفاعل في عملية السلام في ظل الصراع الدائر في اليمن، قائلةً "تحملت المرأة الكثير من نتائج الصراع في اليمن وكان لها دور عظيم في البحث عن السلام في اليمن"، داعيةً إلى ضرورة وضع حلول جذرية بين أطراف الصراع.

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات أبرزها إيلاء الأهمية لأولويات واحتياجات النساء من مختلف المستويات العلمية والاجتماعية من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، واستهداف برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة جميع المناطق وعدم التركيز فقط على المدن، وتعزيز دور المرأة في بناء السلام والضغط الحقيقي لدعم مشاركتها في التمثيل الحكومي والمفاوضات، وتفعيل مخرجات الحوار الوطني لضمان حقوق النساء، إبراز وتكريم النساء الفاعلات أثناء فترة الحرب، تغيير سياسية الأحزاب من خلال تمكين النساء من ترأس أحزاب سياسية في اليمن، والعمل على رصد الانتهاكات ضد المرأة ومعاقبة مرتكبي تلك الانتهاكات.