'الأخلاق والجمال هي المعايير الأساسية للحياة'

قالت عضو أكاديمية جنولوجي في مقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا نوفة علي، أن الأخلاق والجمال هو مقياس أساسي للحياة، وتطويره في علم الجنولوجي جاء للحد من الأنظمة الرأسمالية.

روج هوزان

قامشلو ـ تسعى الأنظمة الرأسمالية للتأثير على عقل المجتمع فتوجه الشباب إلى التطورات الرأسمالية مثل الأزياء والمكياج والإنترنت وغيرها من الأساليب المختلفة. وللحد من ذلك بدأ قسم الأخلاق والجمال في علم الجنولوجي في شمال وشرق سوريا منذ حوالي العام بتنفيذ العديد من الدراسات والأعمال.

فلكل مقاطعة من مقاطعات شمال وشرق سوريا مراكز دراسات، يتم فيها تطوير طرق وأساليب مختلفة في مراكز الأبحاث هذه، وتُجرى مناقشات مع المؤسسات بطريقة جماعية ليتم استخلاص النتائج. توجد طرق أخرى في المجتمع، على سبيل المثال، يواصل هذا العلم أبحاثه في المكان الذي يتواجد فيه الكثير من الرأسمالية ويتم فيه تطوير النماذج. في الوقت نفسه، تتقدم المناقشات مع الأطباء الذين يظهرون التطورات الرأسمالية ويستخدمونها ويطبقونها على الناس، وتأتي نتائج نقاشات هذا العلم ثمارها. بهذه الأساليب تمكن قسم الأخلاق والجمال أن يحقق نتائج جيدة في علم الجنولوجي.

عرّفت عضوة أكاديمية جنولوجي في مقاطعة قامشلو نوفة علي، الأخلاق والجمال على أنها المعايير الأساسية للحياة، مشيرةً إلى أنه قد تم تفسيرها واستخدامها بطريقة خاطئة من قبل النظام الرأسمالي "Etîk وestetîk كلمتان لاتينيتان تعنيان الجمال والأخلاق في اللغة الكردية. هاتان الكلمتان هما المعياران الرئيسيان للحياة وبدونهما أو إذا ابتعدتا عن الطريق، فإن الحياة تتجه نحو الأخطاء. هناك حاجة إلى هذين المجالين الأساسيين من قبل المجتمع والناس والأجناس والكائنات الحية، ولكن كيف ينبغي استخدام هذه المجالات أو بناءً على أي مبادئ يجب أن تطبق؟ هذا هو الموضوع المهم. النظام الرأسمالي له عمق كبير من حيث تأثيراته الرئيسية على حياة وعقل المجتمعات. وعندما يتم ذكر كلمة "رأسمالي" يفكر المرء في كل طرق وأساليب الحياة المنحرفة. وفي الوقت نفسه، وضع المجال الأخلاقي والجمالي في خدمة مصالحهم، على سبيل المثال، افتتاح أكبر مصانع وشركات للجمال، وإجراء أكبر التجارب على البشر والحيوانات لاختبار المواد مع أكبر احتمال لنتائج سلبية، كل هذا انحراف للجمال عن معناه الحقيقي. النظام يكسب فوائد رخيصة على حساب أرواح الكائنات الحية، هذه كلها أساليب غير أخلاقية للرأسمالية".

 

"النظام الرأسمالي يشن حرباً على المجتمع"

ولفتت الانتباه إلى حرب النظام الرأسمالي ضد ثقافة المجتمعات "إن النظام الرأسمالي، ولكي يفعل ما يريده تجاه الناس والكائنات الحية، يعمد إلى تقبل المجتمعات لأساليبه ويشن حرباً رقيقة للغاية على المجتمع. يغيرون معايير الجمال، فمثلاً معايير الجمال في مجتمعنا الكردي ذات قيمة كبيرة، وهي تظهر تواضع مجتمعنا. يصبح الإنسان أجمل كلما زادت لديه الأخلاق والمعرفة، والجمال الحقيقي يكمن في أسلوبه وعقله وتواصله. ولكن في جميع أنحاء العالم، أصبحت معايير الجمال هي نفسها وواحدة، وشكل ونموذج متماثلان. حيث ينشر النظام الرأسمالي ثقافته حول العالم ويرسخها ويطبقها ببطء. فيما يتعلق بهذا الموضوع، كل مجتمع له أخلاقه الخاصة التي نشأ عليها، وإذا ما فقد الناس أخلاقهم فيمكنهم القيام بأشياء مختلفة. لهذا السبب نقول إن الرأسمالية تبذل قصارى جهدها لفرض نفسها على عقول الناس وحماية مصالحها. عندما نشاهد اليوم برامج وسائل الإعلام الرقمية، نرى أن كل الأشياء متشابهة ويتأثر الجميع بها لأنها وفقاً للناس تبدو أنها شيء مريح وممتع ويمكن للناس التعايش معه، ولكن إذا فكر الناس وفسرها بالمنطق، سنرى أنه مثلما يدمر الصراع المسلح جسم الإنسان، فإن خطأ المجتمع ضد الأخلاق والجمال أيضاً يدمر جسم الإنسان، كما أنه يبعد الناس عن الثقافة والأخلاق واللغة بطريقة لطيفة".

 

ضرورة تطوير قسم الأخلاق والجمال في علم الجنولوجي

وأوضحت نوفة علي أنه هناك حاجة إلى تطوير قسم الأخلاق والجمال في علم الجنولوجي "كمركز جنولوجي، فإن واجبنا ومسؤوليتنا هو حل مشاكل المجتمع من خلال الأبحاث. هناك العديد من المشاكل في المجتمع التي تمت مشاهدتها ودراستها ولكن لا يوجد حل لها. واحدة من واجباتنا الأساسية هي البحث من جهة وحل المشكلات من جهة أخرى، لأن هناك حاجة في مجتمعنا. فاليوم، تواجه النساء والشباب مخاطر كبيرة ويفقدون أنفسهم بسبب آثار الرأسمالية. وعلى الرغم من عدد الثورات التي حدثت في مناطق شمال وشرق سوريا، نرى أن الرأسمالية تغير أساليبها في الحرب وتغير اتجاهها وتنقتل من الحرب المسلحة إلى النموذج. بهذه الأساليب، يريدون صهر ثقافة كردستان، وكسب الناس بسهولة وإبعادهم عن ثقافتهم وتقاليدهم. هدفنا كمركز جنولوجي هو أننا أردنا تطوير هذا البحث حتى يكون الناس وشبابنا على دراية ولا يقعوا في فخ هذه الأنظمة. الأمر الآخر هو أننا بهذه الدراسات نريد أن نسد الطريق أمام النظام الرأسمالي وعلى العكس منه أن نبني أشخاصاً لديهم ثقافة وأخلاق".

وعن الأساليب والأعمال التي يتم تنفيذها لتطوير قسم الأخلاق والجمال تقول "الأساليب التي استخدمناها في هذه الدراسة مختلفة. لم نستخدم أسلوب واحد فقط لأن لدينا العديد من الأساليب في علم الجنولوجي. الأساليب التي تم تنفيذها بشكل خاص لقسم الأخلاق والجمال كانت جماعية، واستهدفنا جميع فئات المجتمع من الأطفال إلى الكبار. في الوقت نفسه، قمنا بتطوير بحثنا مع أشخاص من العلماء وغير المتعلمين من جميع فئات المجتمع، ومع أشخاص يعملون في المؤسسات والأكاديميات. وقد تم إجراء هذه الأبحاث من خلال الاستبيانات مثل الأسئلة والأجوبة وكذلك من خلال ورش العمل والمقابلات والمناقشات والندوات. الآن أكملنا وأنهينا بحثنا ونحن في مرحلة الكتابة. عندما يتم إصدار النتائج، يمكننا مشاركتها مع المجتمع باستخدام الكتيبات أو الكتب. الآن نشارك أبحاثنا مع معلمي المدارس حتى يتعلم أطفال المستقبل في المجتمع أولاً القيم الأخلاقية. في الوقت نفسه، سيتم تقاسم هذه الدراسات مع المؤسسات والوكالات الإقليمية بشكل عام".