المسرح وسيلة لطرح قضايا المرأة

من خلال المسرحيات والأفلام استطاعت الممثلات إظهار ثقافة وحقيقة المجتمع ومأساة ومعاناة المرأة في ظل سيطرة الفكر الأبوي.

نورشان عبدي

 كوباني ـ بعد ثورة 19 تموز/يوليو 2012 نظم أهالي مناطق شمال وشرق سوريا أنفسهم في مختلف المجالات ومن بينها المجال الفني والثقافي والمسرحي مما أتاح الفرصة أمام ممثلين/ات وخاصة النساء لإيصال قضايا المرأة عبر المسرح.

استطاع الكرد توثيق تاريخهم المسرحي بأول عرض عام 1905 في مسرحية "مم وزين"، للشاعر الكردي أحمد خاني، لكن المسرح في المنطقة لم يكن مفعلاً طيلة السنوات التي سبقت الثورة بالشكل المطلوب.

عن تطور مجال التمثيل والمسرح قالت ليلى أحمد (39) عاماً "للمسرح الكردي والتمثيل أهمية خاصة بكونه يحتك بالمجتمع بشكل مباشر ويلعب دوراً هاماً في تطوير وتوعية المجتمعات من خلال طرحه لقضايا ومواضيع مختلفة، المسرح والتمثيل كان أول ظهور للفن وذلك منذ أيام الإغريق والرومان حيث كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني، لكن المسرح الكردي الذي له خصوصية تعود بدايته إلى القرن الماضي عندما حاول بعض المسرحيين الكرد ترجمة الأساطير الكردية المعروفة إلى أعمال مسرحية وكذلك محاولة ربط الفلكلور الكردي وتراثه بالعمل المسرحي".

وأضافت "في عام 2011 لم يكن لدينا تلك الفرص من أجل تطوير مجال التمثيل في كوباني ولكن قدمنا مسرحيات صوتية عبر راديو كوباني، وتضمنت مواضيع تتعلق بالمرأة وقضاياها وبالعادات والتقاليد، فتلك التجربة كانت بالنسبة للفن في المنطقة بداية الطريق لتعريف الأهالي بالتمثيل والمسرحيات ولإظهار ثقافة مجتمعنا وهويته".

 

بموهبتها المسرحية كسرت قيود الفكر الأبوي

وحول موهبتها في مجال التمثيل والمسرح قالت ليلى أحمد "نتيجة محبتي وموهبتي في العمل المسرحي انضممت للفن والتمثيل منذ 12 عاماً، بالرغم من الصعوبات التي واجهتني من رفض العائلة والمجتمع بسبب العادات والتقاليد التي كانت ومازالت في كثير من المناطق تسيطر على حياة النساء، بكوننا نعيش في مجتمع عشائري. خروج المرأة للساحات وتقديمها لعروض فنية مسرحية كان معيب بالنسبة لهم"، مضيفةً "لكنني تحديت الصعوبات وتجاوزت العوائق التي كانت تعيق مسيرتي المسرحية وموهبتي واستطعت كسر هذه الأفكار التي تمنع النساء من تحقيق أحلامهن".

وأشارت إلى أنها ترغب دائماً "بتقديم مسرحيات وأفلام تتعلق مواضيعها بالمرأة والمجتمع كتعدد الزوجات وزواج القاصرات، والعنف الممارس بحق النساء، هدفي أن أظهر في وقتنا الحالي تلك المرأة الثورية التي قادت ونجحت في ثورة روج آفا".

وعن شعورها بعد ظهورها الأول على المسرح قالت ليلى أحمد "كانت لحظات لا توصف من جانب كنت أفكر بهذه الخطوة من أجل إثبات ذاتي وموهبتي وكيف أنني سأكسر القيود المجتمعية، كما انتابني خوف من ردود الفعل لكنني انتصرت على الخوف وكل تلك العوائق".

ولفتت إلى أنه "في ذلك الوقت كان عدد النساء قليل في المسرح ولكن بعد تلقي التدريبات وعدة مشاركات في احتفاليات ومهرجانات مختلفة بدأت المرأة بالعمل على تطوير نفسها، وأرى بأننا نجحنا واليوم نشهد على مدى تطور المرأة في المسرح ولدينا أكثر من 10 ممثلات مسرحيات لديهن القدرة على المشاركة بأي عمل مسرحي ولدينا مواهب شابة أيضاً نسعى لتدريبها وتطويرها"، مشيرةً إلى أنه "بالنسبة لنا هذا بحد ذاته انتصار واستطعنا تجاوز تلك العوائق".  

وتمنت ليلى أحمد من كل امرأة تمتلك موهبة تستبعد الخوف من حياتها وتتحلى بالثقة بأنها قادرة على تحقيق كل ما تتمنى وتمارس موهبتها.

والجدير بالذكر بأنه منذ شهرين قام مركز باقي خدو للثقافة والفن في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات بافتتاح دورة تدريبية للأطفال بأعمار مختلفة بهدف تطوير مجالي الفن والمسرح وصقل مواهب الأطفال.