انتفاضة المرأة هي نتيجة للقمع الذي مورس بحقها منذ عقود

هزت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منذ ثلاثة أشهر في شرق كردستان وإيران أسس النظام الإيراني وصدمت المجتمع الدولي، وهي نتيجة القمع الذي مورس على المرأة منذ عقود.

مجدة كرماشاني

مركز الأخبار ـ أشعل مقتل جينا أميني على يد شرطة الأخلاق في طهران، غضب الشعب الكردي وغيره من الشعوب المظلومة ضد النظام الإيراني، وكسر محرمات خوف شعب إيران من النظام، وتشكلت ثورة جديدة قادتها النساء ضد النظام الإيراني والحكام، ثورة يجتمع فيها كل الشعب الإيراني ويصرخون معاً من أجل الحقوق والعلاقات التي انتهكها النظام الإيراني ولا تستطيع إصلاحها.

هذه الوحدة الوطنية والتضامن الذي تم تشكيله اليوم بين النساء الثائرات والفئات الأخرى داخل إيران وخارجها ميز الثورة الحالية عن غيرها وحول هذا الموضوع التقت وكالتنا مع إحدى الناشطات المدنيات وراوية القصص من مدينة جوانرود تدعى (ع. ك) لتوضح لنا دور المرأة في هذه الثورة.

وأشارت (ع. ك) إلى أهمية دعم الرجال والنساء لبعضهم "الرجل والمرأة كيانان لن يجدا السلام أبداً بدون دعم بعضهما البعض". وأوضحت أن جميع أفراد المجتمع الآن ضد هذا النظام "هذه الثورة من أجل حقوق المرأة، من نساء ورجال وأطفال من جميع الأيدولوجيات، ومن يدعمون حقوق المرأة يتعرضون للقمع بطرق مختلفة".

 

"على الرغم من القمع والعنف ثورة المرأة لا رجوع فيها"

وعن النظام الأبوي وثورة المرأة ضد هذا النظام قالت "هذه الثورة النسائية ولدت من روح المرأة، حيث لم تعد المرأة قادرة على قبول اضطهاد بعض الرجال الذين استولوا على السلطة، فنزلت هؤلاء النساء إلى ساحة النضال بكل قوتهن للوقوف ضد الظلم والقمع الذي يمارس عليهن من قبل النظام، وهذه الانتفاضة النسائية لا رجوع فيها، فربما يتم قمع المشاركين أو سجنهم أو قتلهم أو يتم إعدامهم أو إجبارهم على الاعتراف لكنهم لم يعودوا قادرين على قبول الاضطهاد من جميع القوى. لقد تمردت النساء على النظام الأبوي، فالضرب والاغتصاب وكل هذا السلوك البغيض بعيداً عن القيم الإنسانية من قبل مسؤولي السجون والمسؤولين في النظام الديكتاتوري الإيراني هو ما جعل من المستحيل قمع انتفاضة النساء هذه المرة".

وأضافت "من ناحية أخرى هناك قضية البيئة، البيئة في العالم وخاصة في آسيا وإيران على وشك الانقراض. وتلعب النساء دوراً مهماً في اكتشاف المنتجات والمواد الغذائية في الطبيعة، وتواجهن أشد المصاعب والقمع. على سبيل المثال، فإن جميع الأحداث لها أكبر أثر على المرأة، ففي حالة الحرب والطبيعة يذهب الرجال إلى جبهات الحرب كقوات مسلحة. ولكن هؤلاء النساء هن اللواتي تقاتلن لتوفير الطعام والملابس والأدوية والعلاج ومواجهة رصاص العدو والمعتدين والظالمين، أو يتعين عليهن مواجهة نيران وكراهية الطبيعة للحفاظ على أنفسهم وأطفالهم على قيد الحياة. كما نعلم، كانت كل الثورات في اتجاهين وستبدأ من جديد من هناك، وستتحرر نساء العالم أيضاً من قبل نساء شرق كردستان".

وأشارت إلى معاملة قوات الأمن مع المتظاهرين "سلوك قوات الأمن وحشي للغاية ولا شيء في هذه الحقبة يمكن مقارنته بوحشيتها، فمعاملة قوات الأمن للجرحى والمعتقلين معاملة غير إنسانية، لكن هذه التصرفات التي يقوم بها النظام الإيراني، مثل التعذيب النفسي والنفسي والجسدي، والأهم اغتصاب السجناء من الجنسين، وخطف المتظاهرين، وتهديد العائلات والأسر. المئات من الأعمال الفاضحة الأخرى، لا يمكن أن توقف هذه الانتفاضة، وتحول دون انتصارها، والمرأة التي بادرت في هذه الثورة لن تكرر أبداً أخطاء الحقبة السابقة وستنال جميع حقوقها".

وأوضحت أنه خلافاً لكل تصريحات النظام حول حرية المرأة والمساواة في الحقوق، لم يتعامل النظام مع المتظاهرين وخاصة النساء بقسوة فحسب، بل هي من الدول التي انتهكت حقوق الإنسان "أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مؤيدين لحقوق الإنسان يجب أن ينظروا إلى الشوارع ويروا ما يحدث في كل زاوية مظلمة من إيران ومناطق كردستان. في جميع احتجاجات الشعب الكردي وشعوب إيران الأخرى في ظل النظام الإيراني، تم نشر الأصوات المسجلة للسجناء والتعذيب النفسي الذي تعرضوا له عدة مرات، كدليل على ذلك".

وبينت أن "الأنظمة الشمولية مثل إيران تعتبر الإنترنت تهديداً وعدواً كبيراً لوجودها، ولهذا السبب فإن النظام الديكتاتوري والرجعي يبذل كل ما بوسعه، للسيطرة على هذه الثورة وفلترة عدد من التطبيقات التي يمكن الوصول إليها من أجل منع إفشاء جرائمهم وابتزازهم داخل إيران ونشرها من قبل معارضي النظام على مواقع التواصل الاجتماعي".

 

"النظام الإيراني لم يعد قادر على فرض رغباته المتحجرة على المجتمع"

وأشارت إلى أجيال المستقبل الذي يقاتلون بلا خوف ضد النظام الديكتاتوري ويصرخون من أجل الحرية "الآن هناك فتيات تقدن هذه الثورة، ووصل مستوى وعيهن إلى ذروته، والنظام الإيراني بسبب خوفه من الانتفاضة ولمنع الفتيات وأجيال المستقبل لهذه المجتمع من الانضمام إلى احتجاجات الشوارع خلال الشهرين الماضيين، قاموا بإغلاق مدارسهم عدة مرات في مدن شرق كردستان، أرسل مديرو المدارس والمعلمون رسائل إلى إدارة التعليم وأعلنوا أنهم لا يستطيعون السيطرة على الطلاب، لكنهم تعرضوا أيضاً للتهديد من قبل قوات الأمن بضرورة السيطرة على الطلاب بأي وسيلة ومنعهم من الاحتجاج والانضمام إلى المتظاهرين في الشوارع. كل هذا علامة على تعثر النظام الديكتاتوري الذي يقترب من نهاية حكمه ويحتسب الدقائق الأخيرة".

واختتمت حديثها بالقول "دولة يوجد فيها نسبة عالية من المتعلمين الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الفهم السياسي، لا يستطيع النظام الديكتاتوري تغيير أنماطها وأفكارها ومطالبها التي تتوافق مع عالم اليوم الحر والمتحضر حيث الرجل والمرأة متساويان، فاحترام حقوق الإنسان وحرية الكلام والفكر لا يفرض على المجتمع، وخاصة الشباب والطبقة المثقفة".