الجنولوجيا في عامها الثاني ماذا حققت في مدارس مدينة منبج؟

بجهود حثيثة من مركز دراسات الجنولوجيا تتهيأ معلمات علم المرأة لبدأ عام دراسي جديد وبحوزتهن تجارب العام المنصرم.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ يأخذ علم المرأة "الجنولوجيا" الذي يهتم بالحياة الاجتماعية من وجهة نظر المرأة مكانه في المنهاج الدراسي بمدينة منبج بشمال وشرق سوريا، ويغطي في هذا العام غالبية مدارس الريف والمدينة بعد جهود دؤوبة لملء الشواغر التي ظهرت العام المنصرم.

دخلت الجنولوجيا في المنهاج الدراسي لمدينة منبج للمرة الأولى في العام الدراسي 2021-2022 وبعد جهود كثيفة بذلها مركز دراسات الجنولوجيا في مدينة منبج تم تدريب معلمات هذه المادة في العام الدراسي الثاني 2022-2023 وبحوزتهن تجارب العام المنصرم لتباشرن بإعطاء هذه المادة في المدارس، مع تأهيل بعض المعلمات لإعطاء هذه المادة في مدارس الريف الذي لم يشمله التعليم في العام الماضي.

الجنولوجيا علم يبحث في واقع المرأة في ظل الحداثة الرأسمالية، وجاء ليعطي الجواب الصحيح لحقيقة المرأة وجوهرها، وبناء مجتمع تسوده الحياة التشاركية يدير ذاته بذاته بطليعة المرأة.

 

ما هي حاجة المدارس لعلم المرأة؟

تقول الناطقة باسم مركز دراسات الجنولوجيا في مدينة منبج وريفها ياسمين القوجو عن حاجة مدينة منبج لمثل هذا العلم في منهاجها الدراسي "نحن بحاجة للابتعاد عن المناهج المقولبة التي تسير على خط معين، ومدارسنا اليوم بحاجة لمواد ثقافية أخلاقية لتغير شخصية الطالب والتي تقوم على الأمور الأخلاقية وتهدف إلى تحسين شخصية الطلاب، بعد أن بات مجتمعنا يجري وراء التكنلوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل على هدم الأجيال من خلال جعل التكنولوجيا والبرامج الغير هادفة أولى اهتماماتهم".   

 

تجربة العام الماضي

كما تحدثت ياسمين القوجو عن تجربة العام الماضي لمادة الجنولوجيا "في العام الماضي تم طرح مادة الجنولوجيا في المدارس، كتجربة أولى وكان هناك صعوبات وعدم تقبل من الطلبة وعدم فهم لمحتوى هذا العلم وإلى ماذا يسعى لأنه علم جديد والمجتمع غير مطلع عليه"، موضحةً أن علم المرأة "قائم على الناحية الفكرية والثقافية والنقاشات، وطرح القضايا الاجتماعية الموجودة والعودة إلى جذور المجتمع وطرح الحلول".

وأكدت "بالعمل الدؤوب والمستمر من قبل المعلمات وفق المنهاج المقرر تم تدريس مادة الجنولوجيا للمرحلة الثانوية، رأينا نتائج إيجابية وحققت نسبة نجاح مقبولة، وكان هناك ترحيب وتفاعل من قبل الأهالي لهذا العلم بعد مشاهدة التغيير الملحوظ في شخصية الطلبة على الصعيد الدراسي والاجتماعي، وهذا ما يسعى إليه علم المرأة".

 

تغطية جميع مدارس الريف أيضاً

وبينت ياسمين القوجو أنه "استطعنا ملء شواغر مدارس المدينة لكن مدارس الريف لم نستطع إضافةً المادة إلى منهاجها في العام الماضي بسبب قلة الكادر التدريسي، ولكن في هذا العام افتتحنا دورة تدريبية لمدة شهر بالتنسيق مع لجنة التربية والتعليم في أكاديمية التربية لملء الشواغر الموجود في الريف.

كما طلبنا من الأرياف أن تتلقى المعلمات التدريب ليصبح بإمكانهن تدريس المادة لتغطي كافة مدارس المدينة والريف"، مؤكدةً أن "هناك قبول كبير من قبل المعلمات وتم التحاق عدد منهن لدورة تدريبية مع معلمات العام الماضي". مشيرةً إلى أن الدورة التدريبية التي تقلوها في الأكاديمية كانت شاملة "حضرنا برنامج كامل للدورة التدريبية حول علم الجنولوجيا، إلى جانب طرح وسائل جديدة للتدريس كعرض السنفزيونات، وتضمنت الدورة دروس نظرية وبعضها عملية مع إقامة امتحانات، وكما تم تقيم أسلوب إعطاء الدروس لكل معلمة خلال نظام البلاتفورم".   

وانضم للدورة التدريبية التي افتتحتها أكاديمية التربية 25 معلمة لمادة علم الجنولوجيا اللواتي سيباشرن العمل خلال العام الدراسي 2022-2023.

 

المرحلة الثانوية هي المستهدفة

وعن سبب اختيار الفئة الثانوية لتلقي هذا العلم أفادت ياسمين القوجو إلى أن هذه الفئة العمرية تعيش مرحلة حساسة ومنها مرحلة البلوغ للفتيات والشباب، "إذا عملنا على شخصية هذه الفئة سنضمن بناء شخصية واعية ومثقفة وأخلاقية في وقت تسعى التكنلوجيا إلى استقطاب هذه الفئة"، مشددةً على أن "الجنولوجيا يؤسس أرضية ثقافية وفكرية وفلسفية، وكان لا بد من اختيار هذه الفئة بما أنها في مرحلة تقبل ووعي وقدرة على الاستيعاب".